مرحبا بكم في أكاديمية تطوير التدريب والتعليم البريطانية
مخاطبة الطلبة بأسمائهم..
هل لاحظت من قبل أنَّ بوسعكَ أنْ تسمعْ شخصاً في الجانب الآخر من الغرفة وهو يذكر اسمك، حتى وأنتَ مُستغرق في محادثة مع شخص ما؟ إنَّ بمقدورنا أنْ نحجبَ المعلومات السمعية العابرة ونركِّز على المحادثة التي بين أيدينا في وقت واحد. ولكن بعض الكلمات مثل أسمائنا لها القدرة على أن تنفذ من خلال مرشحاتنا الإدراكية الحسية، ولذلك فإنْ كنتَ وسطَ حفلٍ صاخب وسمعتَ أحداً يذكرُ اسمك فسترهفُ سمعكَ على الفور. ولأنَّ اسمكَ مميزٌ لك، فهو ينفذ من خلال مرشحاتك الإدراكية الحسية بسهولة أكثر من أي كلمة أخرى ويأسر انتباهك. وعند المُحادثة عندما يقوم الطرف الآخر بذكر اسمك فإنك تتجاوب مع هذا الأمر بطريقة إيجابية لا شعورية.
وبالطريقة إذا قمتَ باستخدام أسماء الطلبة عند مخاطبتكَ إيَّاهم في أول لقاء معهم، فسيتجابونَ مع هذا الأمر بطريقة إيجابية لا شعورية، وبالتالي يتجاوبون معك أنت صديقي المدرس بطريقة إيجابية. واعلمْ صديقي المدرس أنك عندما تخاطب الطلبة بأسمائهم في اللقاء الأول والثاني والثالث، فإنك ترسل له رسالة بأنك انتبهت بالقدر الكافي الذي مكنك من حفظِ هذه الأسماء وتذكرها.
وإنَّ حفظ الأسماء في اللقاء الأول واستخدامها في اللقاء نفسه وفي اللقاء الذي يليه لاحقاً يحتاج إلى قدرٍ من التركيز العميق. وهذه القضية هي القضية الجوهرية الثانية من قضايا الانطباع الأوَّل عند المدرسين.
وإثباتاً لصحةِ قولنا، فإنَّ جيم فيرلي وهو رجل أعمال أمريكي مشهور يقول أنه قد اكتشف في وقت مبكر من حياته أنَّ الإنسان العادي يهتم باسمه أكثر من اهتمامه بكل أسماء الدنيا مجتمعة. واعلم صديقي المُدرِّس أنَّ اعتمادك على هذه السيكولوجية في صناعة الانطباع الأوَّلي لك، يساهم ويعزز دعم الطلبة بالثناء الصادق والتقدير الخالص للطلبة، ويوحي بالاهتمام المُركّز بكل طالب بمفردهِ على وجه الخصوص، وهذا ما يولّد مشاعراً من الطلبة تجاه أنفسهم، وتأكِّد صديقي المدرس أنَّ هذه التقنية يهتمُّ بها الطلبة اهتماماً كبيراً جداً وستساهم في نشر مشاعر الفخر تجاه أنفسهم.
وإليكَ أبرزَ المنعكسات التي تحققها هذا التقنية العاطفية تُجاه الطلبة:
أوّلاً: إظهار الاحترام والتقدير عندما تقوم بمناداة الطالب باسمه بنبرةِ صوت مناسبة سيشعر بأنَّهُ شخص مُقدَّرٌ ويحظى بقيمةِ عند مُدَرِّسهِ.
ثانياً: بناء علاقة إيجابية فعّالة: يُساعد استخدام الأسماء على خلق جو من الألفة والثقة بين المعلم والطلاب منذ البداية.
ثالثاً: تعزيز الانتباهِ والانخراط: فالطالب الذي يُنادى باسمهِ يشعرُ بأنهُ مُراقَبٌ ومتابَعٌ، ما يدفعهُ للمشاركةِ المستمرّة والانتباه المُركَّز.
رابعاً: تقويةُ الانطباعِ الإنسانيّ: يشعرُ الطلابُ بأنَّ المعلمَ ليسَ مجردَ ناقلٍ للمعلومةِ، بل هو شخصٌ يهتمُ بعِلاقاتٍ إنسانيةٍ حقيقيةٍ.
خامساً: دعمُ الانضباطِ داخل الصف: إنَّ الطالبَ يُصبحُ أكثرَ التزاماً إذا ما شعرَ بأنَّ المعلم يعرفهُ شخصياً.
سادساً: تحفيزُ الشعورِ بالانتماء: لا ريبَ أنَّ استخدامَ الاسمِ يُشعرُ الطالبَ بأنَّهُ جزءٌ مهمٌ من المجموعةِ الصّفيةِ، مما يعززُ شعورهُ بالانتماءِ والدافعية.
إنْ أردتَ أنْ تكسبَ انعكاسات إيجابية في صناعة انطباعك الأوّل بأسلوب مميز ما عليكَ إلَّا أنْ تستندَ إلى ما يُرهفُ الطالب ويجعلهُ سعيداً.
بقلم المدرب الدولي المعتمد الأستاذ سلمان علوش.
لمتابعة أحدث أخبار التدريب والتعليم وجديد الخدمات والعروض من أكاديمية TTDA.
أضف تعليقك